admin
12-09-2022 - 02:01 pm


قصة سيدنا يعقوب عليه السلام
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام جميعاً وأمه هي رفقة بنت بتوئيل بن ناحور بن آزر، أي أنه تزوج من ابنة عمه، وكان يسمى يعقوب عليه السلام بإسرائيل نسبة إلى بني إسرائيل الذين كانوا ينتسبون إليه، وقيل أنه ولد مع أخيه التؤم وهو العيص فخرج بعده مباشرة فسمي يعقوب لأنه خرج يعقب أخاه، ولقد بشر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بمولد يعقوب بعد أخيه إسحاق، فقال تعالى ومن وراء إسحاق يعقوب، وقد جاء في كتب التاريخ أن نبي الله يعقوب عليه السلام شب وكبر في كنف والده إسحاق في فلسطين وبالتحديد في أرض كنعان، ولكن طلبت منه أمه رفقة أن يسافر إلى أرض حرّان ليقيم مع خاله، وذلك لأنها كانت تخشى عليه من العيص أخيه، فقد حدث بينهما خلاف وتوعده أخوه العيص وهدده بالقتل، وبالفعل هاجر إسحاق عليه السلام إلى فلسطين حيث أرض الكنعانيين وأقام مع خاله، فلما شب وكبر زوجه خاله من إحدى أبنتيه، وعندما توفيت تزوج بأختها الأخرى، وذكر أن زوجته التي تسمى راحيل هي التي أنجبت له ولديه بنيامين ويوسف عليه السلام بعد أن ماتت زوجته الأولى، ويذكر أن يعقوب عليه السلام لم يجمع بين الأختين، ولم يكن ذلك محرماً في شريعتهم.

الخلاف بين يعقوب وأخيه

ذكرت التواريخ أن نبي الله إسحاق عليه السلام طلب في يوم من الأيام من أبنه الأكبر وهو العيص أن يصطاد له صيداً ويعد له طعاماً لكي يدعو له، فعلمت أم يعقوب بذلك فأمرت يعقوب عليه السلام أن يقوم بذبح جديين ويصنع طعاماً ويقدمه لأبيه لكي يدعو له قبل أن يعد أخيه الطعام، وقد كانت تعلم أن دعوة نبي الله إسحاق مستجابة، وبالفعل قام يعقوب عليه السلام بذبح جديين وأعد لوالده طعاماً وقدمه له وكان نبي الله إسحاق ضعيف البصر فظن أنه العيص فدعى له، ولما انتهى العيص من إعداد الطعام وقدمه لأبيه، قال له أبوه إسحاق عليه السلام ألم تأتيني بالطعام قبل ذلك، فعلم العيص أن أخيه يعقوب قد سبقه بإعداد الطعام وتقديمه لابيه لينال هو دعوة أبيه ويحظى بها فتوعده وهدده، فأمرته أمه أن يذهب إلى خاله.

لماذا سمي يعقوب

لما كانت زوجة نبي الله إسحاق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عاقراً لا تلد، دعا إسحاق ربه سبحانه وتعالى أن يهب له ذرية طيبة، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة نبيه إسحاق فأنجبت له زوجته غلامين توأمين، فسم الأول منهما عيص، وكان يطلق عليه في العرب العيص، وتنتسب الروم إليه، وسم الولد الثاني يعقوب، وذلك لأنه خرج يعقب أخاه أي بعده، وينتسب بنو إسرائيل إلى يعقوب عليه السلام.

مهر زوجات يعقوب

لما وصل يعقوب عليه السلام عند خاله وكبر في كنفه وكان عند خاله بنتين الأولى( ليا) وهي الكبيرة والثانية (راحيل) وهي الصغيرة، ولكن سيدنا يعقوب عليه السلام أعجب براحيل الصغيرة فخطبها من خاله، ووافق خاله على أن يعمل في رعاية غنمه مدة سبع سنوات كمهر لأبنته راحيل، ورعى سيدنا يعقوب عليه السلام غنم خاله السبع سنوات التي اشترطها عليه، ولما جاء موعد الزفاف زف إليه خاله ابنته الكبرى بدلاً من الصغرى، وقال له أنه لابد من تزويج الكبرى قبل الصغرى، وقد كان في شريعتهم يجوز الجمع بين الأختين فأراد سيدنا يعقوب عليه السلام أن يتزوج براحيل فاشترط عليه خاله أن يعمل سبع سنين أخرى مهراً لإبنته الثانية، وقيل أن يعقوب عليه السلام جمع بينهما لأن ذلك كان شائعاً في شريعتهم، وقيل أنه لم يجمع بينهما بل تزوج الأولى فلما ماتت تزوج بالأخرى.

عودة يعقوب إلى أهله

بعد أن أقام سيدنا يعقوب عليه السلام مع خاله في أرض حرّان ما يقرب من 20 سنة، جاء الوحي من الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا يعقوب عليه السلام بأن يعود إلى أهله في أرض فلسطين، ووعده ربه بأن يكون معه ولا يخذله ولا يتركه، فأخذ نبي الله يعقوب عليه السلام أهله وسار بهم إلى فلسطين فمر على أورشليم ونصب فسطاطه هناك، وبنى بيت المقدس بأمر من ربه سبحانه وتعالى، ثم توفت زوجة يعقوب عليه السلام بعد أن أنجبت له بنيامين أخو يوسف عليه السلام فدفنها في بيت لحم.

إقامة يعقوب مع أبيه

بعد أن أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه يعقوب بالعودة من أرض حرّان إلى أرض فلسطين، جاء يعقوب عليه السلام إلى أبيه إسحاق فأقام معه في أرض كنعان في قرية تسمى قرية حبرون التي كان يسكنها نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

صبر يعقوب على الإبتلاء

لقد كان لنبي الله يعقوب عليه السلام أولاد كثيرون وكان من بينهم يوسف عليه السلام وأخيه بنيامين، ولكن كان يوسف عليه السلام أحب أخوته إلى أبيهم هو وأخوه بنيامين، ولما رأى أخوة يوسف عليه السلام حب يعقوب لابنه يوسف وأخيه بنيامين غاروا منهما، فأخذوا يدبرون لهم المكايد لكي ينفردوا بحب أبيهم لهم، وقد كان يعقوب عليه السلام يحب يوسف وأخيه لأنهما كانا صغاراً فكانوا محتاجين إلى رعاية أكثر من أخوتهم الكبار، ولقد دبر أخوة يوسف عليه السلام له مكيدة واحتالوا على أبيهم ليذهب معهم يوسف، وخرجوا به وألقوه في بئر به ماء، وجاء بعض المارة وحين أراد استخراج الماء من البئر وجد يوسف في البئر فأخذه وباعه في أرض مصر، واشتراه ملك مصر وتربى في بيته، وابتلي نبي الله يعقوب عليه السلام بفقد ولده يوسف وكان بلاءً شديداً على نبي الله يعقوب عليه السلام ولكنه صبر على هذا البلاء ومرت الأيام وكبر بنيامين وتمكن يوسف عليه السلام من خزائن مصر وجاء إخوته في أعوام القحط لطلب الطعام لأهلهم من مصر، فعرفهم يوسف عليه السلام وأمرهم أن يأتوا بأخيهم بنيامين، فلما جاءوا به معهم احتال عليهم يوسف عليه السلام بحيلة وأخذ منهم أخيهم بنيامين، ففقد نبي الله يعقوب أبنه الثاني بنيامين، وحزن يعقوب عليه السلام على فقد ولديه حزناً شديداً، ولكنه ضرب أروع المثل في الصبر على البلاء، فقد كان على يقين أن الله عز وجل لا يضيع أجر الصابرين، وأن الله سبحانه وتعالى سيرد إليه ولديه يوسف وبنيامين، فقال عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً، وبالفعل وبعد صبره اجتمع نبي الله يعقوب عليه السلام بابنيه يوسف وبنيايمين.

وفاة نبي الله يعقوب

من المعلوم أن إسحاق عليه السلام حين مات دُفن مع والده إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا السلام، ولقد أقام يعقوب عليه السلام في كنعان فترة طويلة من عمره، فقيل أنه عاش في أرض كنعان 130 سنة وعندما تمكن يوسف عليه السلام من خزائن مصر وأرسل إليه وجاء يعقوب عليه السلام إلى أرض مصر عاش بها سبعة عشر سنة، فلما حضره الموت أوصى يعقوب عليه السلام ولده يوسف أن يدفنه في أرض الشام بجوار أبيه إسحاق عليه السلام وجده إبراهيم عليهم السلام جميعاً، ولما مات يعقوب عليه السلام حمله سيدنا يوسف إلى أرض الشام فدفنه مع أبويه إسحاق وإبراهيم عليهما السلام.

الدروس المستفادة

من قصة نبي الله يعقوب عليه السلام
نخلص من قصة سيدنا يعقوب عليه السلام بدروس وعبر كثيرة، وعظات وفيرة، ومنها.
وجوب حسن التوكل على الله عز وجل دون غيره.
الاعتماد على الله سبحانه وتعالى وحده في تفريج الكرب وقضاء الحاجات.
اليقين بالله عز وجل وعدم اليأس والقنوط من روحه.
الإيمان بقدرة الله عز وجل لأن الله قادر على كل شيء كما أعاد سيدنا يوسف إلى نبي الله يعقوب.
الصبر على البلاء من شيم الأنبياء كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام حين فقد بصره وفقد ولديه.


يعقوب