admin
10-09-2022 - 01:39 pm


قصة سيدنا يحيى عليه السلام
التعريف بنبي الله يحيى عليه السلام هو يحيى ابن نبي الله زكريا عليهما السلام قد بشره الله به عندما طلب سيدنا زكريا عليه السلام من ربه أن يهبه ذريتة صالحة، وأخبره الله سبحانه وتعالى أنه سيكون نبياً وسيكون باراً بوالديه.

كيف بشر الله زكريا بمولد

كان نبي الله زكريا عليه السلام يدخل على السيدة مريم المحراب، فكان يجد عندها فاكهة الصيف في فصل الشتاء وفاكهة الشتاء في فصل في الصيف، فيسأل سيدنا زكريا عليه السلام السيدة مريم البتول عن وجود تلك الفاكهة، فتجيبه أن الله قادر على كل شيء فقال سيدنا زكريا عليه السلام في نفسه أن الله الذي يخرج تلك الفاكهة في غير موعدها قادر على أن يرزقني بولد وأنا في هذا العمر، ودعا سيدنا زكريا ربه واجتهد في العبادة وفي الدعاء، فأرسل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام ومعه الملائكة الكرام يبشرون سيدنا زكريا عليه السلام بولادة نبي الله يحيى، وقد كان سيدنا زكريا بلغ من العمر في هذا الوقت إثنان وتسعون سنة، وقيل أنه كان يبلغ من العمر 120 سنة، وقيل أنه لما جاء سيدنا يحيى عليه السلام أي ولد رفعه الله بعد ولادته إلى السماء فتغذى سيدنا يحيى في أنهار الجنة، وظل في الجنة حتى فطم ثم نزل بعد ذلك إلى نبي الله زكريا عليه السلام ولا نعلم صحة لهذا الكلام والله أعلم.

متى تحمل يحيى تكاليف النبوة

من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يبعث النبيين عادة على الأربعين سنة من عمرهم، وذلك ليكون النبي قد اكتمل عقله ونضج جسمه ويكون قادراً على تبليغ دعوة الله سبحانه وتعالى والقيام على أمرها، ولكن سيدنا يحيى عليه السلام آتاه الله سبحانه وتعالى النبوة منذ صغره فقد آتى الله نبيه يحيى عليه السلام النبوة وهو في الصبا، فكان سيدنا يحيى يدعو الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وهو في السابعة من عمره يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وكان يعمد الناس إلى نهر الأردن، وذلك لكي يتخلصوا من خطاياهم ولقد أخذ النصارى عن سيدنا يحيى عليه السلام هذه الطريقة، وسموا ذلك (يوحنا المعمدان) ولقد علّم الله سبحانه وتعالى سيدنا يحيى أحكام التوراة في سن مبكرة من عمره فصار يدعو إلى الله سبحانه وتعالى منذ صغره، كما قال الله عنه ( وآتيناه الحكم صبياً )، ولم يأتي سيدنا يحيى عليه السلام بمعصية واحدة ولم يهم بأي امرأة، وذلك لأن الأنبياء معصومون وأن نبي الله يحيى عليه السلام كان معصوماً من قبل أن يبلغ الحلم.

يحيى مع الملك هيرودس

كان في زمن سيدنا يحيى عليه السلام ملكاً يسمى هيروديس وكان طاغية جباراً متكبراً لا يحل حلالاً ولا يحرم حراماً، وأراد هذا الملك أن يتزوج بابنة أخيه وقيل أبنة امرأته، وكان لسيدنا يحيى عليه السلام منزلة رفيعة وشأناً عظيماً عند جميع الملوك، فطلب منه ذلك الملك أن يزوجه من أبنة أخيه، ولكن سيدنا يحيى عليه السلام رفض ذلك ونهاه عنه وأخبره أنها لا تحل له لأنها من محارمه، ولم يتزوج هيردس من أبنة أخيه خوفاً من مخالفة يحيى، وبعد ذلك طلبت منه قتل سيدنا يحيى عليه السلام.

رأس يحيى مهراً

لبغي من بني إسرائيل لما نهى سيدنا يحيى عليه السلام الملك عن زواجه من أبنة أخيه التي لا تحل له لأنها من محارمه غضبت أمها غضباً شديداً، وجاءت إلى الملك ودخلت عليه مجلسه الخاص وكانت قد أعدت معها أبنتها وألبستها ثياباً مغرية شفافة وزينتها بأفضل الزينة وطيبتها بأحسن الطيب وأدخلتها على الملك ثم قربتها منه وقربته منها وخرجت، فلما رأها الملك على هذا الحال أعجب بها وأغري بها وأخذ يراودها عن نفسها فأبت ولم تقبل، ووعدته أن تمكنه من نفسها إذا فعل لها ما تريد، فقال لها الملك هيرودس وماذا تريدين قالت أريد رأس يحيى ابن زكريا الذي حرم علينا الزواج، ولكن الملك رفض ذلك في بداية الأمر فما زالت به تغريه ويراودها عن نفسها فترفض إلا أن يأتي لها برأس يحيى، فأجابها الملك لأمرها وأذعن لطلبها وبعث جنوده لكي يأتوا له برأس سيدنا يحيى عليه السلام، وبالفعل ذهب جنوده فقتلوا سيدنا يحيى وقطعوا رأسه ثم أحضروها للملك، وذكر أن رأس يحيى عليه السلام لما جاءت إلى الملك كان الدم يفور منها وكانت تتكلم وتقول لا يحل لك أن تتزوج بأبنة أخيك فأمر الملك جنوده أن يقوموا بدفن رأس يحيى عليه السلام ويهيلوا عليها التراب.

المرأة التي قتلت يحيى

رويت قصة أخرى في قتل سيدنا يحيى عليه السلام وقطع رأسه غير قصة هذا الملك، وهذه القصة مفادها أن سيدنا يحيى عليه السلام كان ينهى عن الفساد وينهى عن الزنا وينهى عن التبرج وغير ذلك مما يتنافى مع مكارم الأخلاق، فجاءت امرأة بغي من بغايا بني إسرائيل وكانت قد اشتهرت بقتلها للأنبياء فحبست سيدنا يحيى عليه السلام، وذات يوم من الأيام جاء زوج تلك المرأة وكان ملكاً فطلبت هذه المرأة من زوجها أن يأتي إليها بالسجناء، فظن في نفسه أنها تريد أن تطلق سراحهم، ولكنها قامت بقتل سيدنا يحيى عليه السلام وأعطت رأسه لإبنتها فجاءت إبنتها برأس سيدنا يحيى عليه السلام إلى أبيها، وقالت له لقد جئتك بأعظم ذبيحة فقال لها وأين هي، فاخرجت رأس يحيى عليه السلام فلما رأها الملك غضب منها وصار عليها وقال لها لقد هلكت وأهلكت أهلك فسلط الله عليهم رجلاً جباراً قام بذبح هذا الملك وابنته وزوجته ثم أدخل الكلاب عليهم لكي تاكل من أجسادهم.

أين دفنت رأس يحيى

من المعلوم أن قبر سيدنا يحيى عليه السلام كان في فلسطين ودفن في هذا القبر بدنه أما رأسه فقد اختلفوا في مكان دفنها، فهناك من يقول بأنها دفنت في القدس بجوار جسده، ومنهم قائل بأن رأس سيدنا يحيى عليه السلام حملت ودفنت في قبر أبيه، ومنهم من قال بأن رأس يحيى عليه السلام دفنت في مسجد دمشق وهذا الرأي منقول عن زيد بن واقد، قال: أن الوليد كلفه أن يقوم بعمارة مسجد دمشق وأثناء قيامه بأعمال العماره يقول وجدنا مغارة فأخبرنا الوليد بها فجاء إلينا فنزلنا تلك المغارة فوجدنا فيها صندوقاً فقمنا بفتحه فوجدنا فيه رأساً مكتوباً عليها هذه رأس يحيى بن زكريا والله أعلم.

العبر المستفادة

من قصة سيدنا يحيى عليه السلام
ثبات الأنبياء والرسل على الحق ومحاربة الكفر والطغيان منهجاً من مناهج دعوتهم وإن كلفهم ذلك حياتهم كما فعل سيدنا يحيى عليه السلام.
ينبغي علينا عدم اليأس من قدرة الله سبحانه وتعالى التي لا يعجزها شيء فإن الله رزق سيدنا زكريا عليه السلام بسيدنا يحيى بعدما شاب.
الظلم والطغيان يوجب العقاب والخزي في الدنيا قبل الآخرة كما أحل بالملك الذي قام بقتل سيدنا يحيى عليه السلام.
الصمود أمام الباطل والمدافعة عن الحق منهجاً نبوياً ينبغي علينا التمسك به كما أنكر سيدنا يحيى عليه السلام على الملك زواجه من أبنة أخيه التي لا تحل له.


يحيى