admin
26-07-2022 - 05:06 pm


قصة سيدنا عيسى عليه السلام
من هو النبي عيسى: عيسى بن مريم هو روح الله وكلمته التي ألقاها السيدة مريم العذراء اصطفاه ربنا سبحانه وتعالى وأرسله إلى بني إسرائيل لكي يدعوهم لتوحيد الله وحده وعدم الأشراك به، والإيمان به سبحانه وتعالى والخضوع له، ونبي الله عيسى عليه السلام نسب إلى أمه لأنه ولد من غير أب، وتجدر الأشارة إلى أنه لم ينسب إلى أمه من الأنبياء إلا نبيين كريمين هما، نبي الله عيسى بن مريم ونبي الله يونس بن متّى، وعيسى عليه السلام هو أحد أولي العزم من الرسل وأولو العزم من الرسل خمسة هم، نوح عليه السلام وإبراهيم ونبي الله عيسى وسيدنا موسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد كان نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام هو آخر الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى بني إسرائيل.

بشرى مريم بمولودها

كانت السيدة مريم عليها السلام تعرف بين قومها بعفتها وحصانتها وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد اصطفاها على نساء العالمين كما قال ربنا في القرآن الكريم، ونشأت السيدة مريم في بيت نبي الله زكريا عليه السلام زوج خالتها الذي كان قد تكفل بها فتربت مريم عليها السلام في بيت من بيوت الصالحين، وكانت مريم عليها السلام زاهدة عابدة لا تخرج من المحراب، وذات يوم جاء إليها الملائكة فبشروها بأنها ستلد ولداً من غير أب، فتعجبت السيدة مريم من ذلك عجباً كبيراً لم أخبروها بأن ولادة ابنها ستكون من غير زواج، وأن الله سبحانه وتعالى سيبارك لها في ولدها ويجعله نبياً في بني إسرائيل، وأخبروها بأنه سيكون اسمه المسيح عيسى بن مريم يكون وجيهً في الدنيا ووجيهاً في الآخرة ويكون من المقربين، فتعجب السيدة مريم عليها السلام، إذ كيف يكون لها ولد من غير أن يمسسها بشر، فأخبرتها الملائكة بأن الله قادر على كل شيء يخلق ما يشاء، وأنه سبحانه وتعالى إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، فاستسلمت مريم لما أمر الله به وابتعدت عن الناس وذهبت إلى مكان تنتظر فيه أمراً قد قدر من قبل الله عز وجل.

ولادة عيسى

كانت السيدة مريم عليها السلام تخشى من وضع هذا الحمل الذي في بطنها لأن الناس لن يصدقوها وسوف يعاتبوها عتاباً شديداً، فكانت عليها السلام تستثقل على نفسها تلك الولادة، وفي يوم من الأيام وهي بعيدة عن قومها كل البعد جاءها سيدنا جبريل عليه السلام فناداها من تحتها لكي يطمئنها فلا تخاف وأوصاها سيدنا جبريل عليه السلام بأن لا تحزن فقد أكرمها الله سبحانه وتعالى بهذا المولود لأنه سيكون سيداً في قومه ورجل عظيماً ذا شأن في بني إسرائيل، ولقد تكلم القرآن الكريم عن تلك المشاهد بالتفصيل وذلك في سورة السيدة مريم عليها السلام حيث قال ربنا سبحانه وتعالى: (وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا (16) فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا (17) قَالَتۡ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا (18) قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا (19) قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا (21) ۞فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا (22) فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا (23) فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗاً).

أمر جبريل لمريم

لماذا أمر جبريل مريم أن تهز النخلة؟ لما أخبر سيدنا جبريل عليه السلام السيدة مريم البتول بأنها ستلد نبياً عظيماً من أنبياء الله ورسله وكانت مريم أبتعدت عن الناس ولم يكن معها طعام ولا شراب، فأمرها سيدنا جبريل عليه السلام أن تهز بجذع النخلة التي تجلس بجوارها لكي تنزل عليها الرطب، فتأكل منها وتتقوى بها على العيش وترضع مولودها، وهنا حكمة يجب لفت الإنتباه إليها وهي: وجوب الأخذ بالأسباب فمع قدرة الله التي لا يعجزها شيء لا في الأرض ولا في السماء وأنه قادر على أن ينزل الرطب على مريم دون أن تهز النخلة، إلا أنه أمرها سبحانه وتعالى أن تهز بجذع النخلة لكي تنزل عليها الرطب فتكون قد أخذت بالأسباب ولم تتواكل كما قال ربنا:( وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا (25) فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا ).

ولادة سيدنا عيسى

ماذا نذرت السيدة مريم بعد ولادة عيسى عليه السلام قبل أن يترك سيدنا جبريل عليه السلام السيدة مريم أمرها ألا تتكلم إلى الناس بشيء، وأن تجعل عدم كلامها نذراً لله سبحانه وتعالى، وبالفعل كانت السيدة مريم لا تتكلم إلى قومها بأي كلام، ولما سألوها عما جاءت به أخبرتهم بأنها نذرت صوماً لله بأن لا تكلم أحداً في هذا اليوم، وظلت السيده مريم على هذا الحال إلى أن تحدث سيدنا عيسى عليه السلام في المهد.

نطق عيسى في المهد

لما جاءت السيدة مريم عليها السلام إلى قومها وهي تحمل معها مولودها الصغير سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، وراءها قومها فأخذوا يلقون عليها اللوم ويعنفوها بشدة، وبدأوا يتكلمون في شأن سيدنا عيسى عليه السلام وبأن هذا لا يعقل ولا يوافق المنطق، إذ كيف يكون ذلك ولم يحدث قبل هذا أن يكون مولوداً من غير أب، وذكروا السيدة مريم عليها السلام بأنها من الصالحين وأنها تربت في بيت زكريا وأن أبوها كان رجلاً صالحاً، والسيدة مريم تستمع الي قولهم وتنظر إليهم ولكنها لا تنطق بشيء، وأخبرتهم بأنها نذرت لله سبحانه وتعالى صوماً بألا تتكلم، ولكنها أشارت إلى سيدنا عيسى عليه السلام أن يسألوه هو، فقالوا في أنفسهم كيف نكلم هذا الغلام الصغير وهو ما زال في المهد ولم ينطق بعد، وهنا حدثت معجزة بقدرة الله سبحانه وتعالى ونطق سيدنا عيسى عليه السلام وهو غلاماً مولوداً، وأخبر بني إسرائيل أنه عبد من عباد الله آتاه الله الكتاب وجعله نبياً وجعله الله سبحانه وتعالى مباركاً وأمره بالصلاة وبالزكاة وأمره ببر والدته وغير ذلك، ولقد حكى القرآن الكريم ذلك تفصيلاً في سورة مريم فقال سبحانه وتعالى:(فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا (27) يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا (28) فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا (29) قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا (31) وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا (32) وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗاً).

رسالة عيسى

لما هاجر سيدنا عيسى عليه السلام مع والدته من بيت لحم إلى مصر وأقام بمصر فترة ثم تركها، وذهب إلى بيت المقدس وكان عمره حينها ثلاثة عشر عاماً، فأقام ببيت المقدس إلى أن بلغ ثلاثين عاماً فبعثه الله سبحانه وتعالى وأنزل معه كتاباً سماوياً وهو الإنجيل، وجاء سيدنا عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله ويذكرهم بأحكام التوراة التي كان قد فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم.

دعوة عيسى لقومه

كان سيدنا عيسى عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، ولقد بعثه الله سبحانه وتعالى بالإنجيل مجدداً لبني إسرائيل دينهم وعهدهم بينهم وبين ربهم، فدعاهم سيدنا عيسى عليه السلام إلى الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى من قبله.

بشارة عيسى بقدوم محمد

من المعجزات التي أعطاها الله لسيدنا عيسى تثبت لبني إسرائيل صدق نبوته ورسالته، أنه عليه السلام بشر بنبي يأتي من بعده وأن هذا النبي سيكون أسمه أحمد، وأمرهم سيدنا عيسى عليه السلام بأن يتبعوه عندما يبعثه الله لأنه هو خاتم الأنبياء، ولن يرسل الله بعده نبياً، ولكن لما جاءهم هذا الرسول كفروا به واتهموه بالسحر، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ).

بما قابل قوم عيسى دعوته

كان سيدنا عيسى عليه السلام حريصاً كل الحرص على هداية قومه كما كان حال الأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام، فكان يدعو قومه إلى توحيد الله ولا يطلب منهم مقابلاً مادياً أو معنوياً أو غير ذلك على دعوته أياهم، شأنه في هذا شأن جميع الأنبياء، ولكنهم قابلوا دعوة سيدنا عيسى عليه السلام بالإعراض والإنكار والتكذيب، واتهموا سيدنا عيسى عليه السلام بالكذب كما كانت عادة بني إسرائيل مع أنبيائهم، فكلما بعث الله إليهم نبياً كذبوا به وربما قتلوه، وبعد أن استمرت دعوة سيدنا عيسى عليه السلام لقومه زمناً طويلاً آمن معه قلة قليلة من بني إسرائيل، ولقد حكى القرأن الكريم ذلك فقال سبحانه وتعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).

مائدة بني إسرائيل

رغم المعجزات التي جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام إلا أن بني إسرائيل لم يؤمنوا به، فطلبوا من سيدنا عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة من السماء تكون دليلاً على حجته وصدق نبوته حتى يؤمنوا به ويتبعوه، ولحرص نبي الله عيسى عليه السلام على هداية قومه طلب سيدنا عيسى عليه السلام من ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، ولقد صور القرآن الكريم ذلك تفصيلاً فقال ربنا سبحانه وتعالى في سورة المائدة: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ۝ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ۝ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )، وكانوا قد طلبوا من سيدنا عيسى عليه السلام شروطاً لتلك المائدة منها أن تكون هذه المائدة بها طعام لا ينفذ، فأخبرهم سيدنا عيسى عليه السلام بأنها ستكون بالشروط التي طلبوها وأمرهم ألا يدخروا منها ولا يخبئوا منها شيئاً ولا يخونوا، وتوعدهم إن فعلوا ذلك فإن الله سبحانه وتعالى سوف يعذبهم عذاباً شديداً لم يعذبه أحداً من قبلهم من الناس، كما حكى القرآن الكريم ذلك في سورة المائدة:(قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ).

تكذيب قوم عيسى

عليه السلام بعد نزول المائدة بعد ما أنزل الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل مائدة من السماء كما طلبوا من سيدنا عيسى، وكان نبي الله عيسى عليه السلام حذرهم بأنه من يكفر منهم بعد نزول هذه المائدة فسيلحقه عذاب أليم، ولما نزلت المائدة من السماء وأكل منها بنو إسرائيل وأظهروا إيمانهم بسيدنا عيسى عليه السلام، وما أن مضى اليوم الذي نزلت فيه المائدة حتى بدأ بنو إسرائيل يدخرون منها بعض الطعام ويخبئونه لليوم التالي، وكذبوا برسالة سيدنا عيسى عليه السلام، وخالفوا الأوامر التي أمرهم بها سيدنا عيسى عليه السلام.

مات عيسي أم رفع

هل مات سيدنا عيسى عليه السلام أم رُفع إلى السماء؟ لما أخذ سيدنا عيسى عليه السلام يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده وترك ما يعبدونه من دونه وكانوا قوماً جبارين متعنتين، وقد كان من عادتهم قتل الأنبياء كما ذمهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بهذه الخصلة، فلم يكتفوا بتكذيب سيدنا عيسى عليه السلام والكفر به وإنكار نبوته ورسالته، ولكنهم حاولوا قتله وصلبه، ولكن من سنن الله الكونية، أنه ينجي رسله والذين آمنوا فحفظ الله نبيه عيسى عليه السلام، وألقى شبهه على رجل آخر فظنوه عيسى عليه السلام فقاموا بقتله وصلبه، ورفع الله سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء، وقيل بأن الرجل الذي ألقى الله عليه شبه سيدنا عيسى عليه السلام هو رجل من بني إسرائيل كان قد خان سيدنا عيسى عليه السلام واتفق مع بني إسرائيل على قتل عيسى فعاقبه الله بخيانته.

نزول عيسي مرة أخري

هل سينزل عيسى مرة أخرى إلى الأرض؟ لقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن سيدنا عيسى عليه السلام رفعه الله إليه وأنه سوف ينزل في آخر الزمان فيملئ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، وأن نزول سيدنا عيسى عليه السلام سيكون علامة من العلامات الكبرى للساعة، وأن نبي الله عيسى عليه السلام سوف ينصر دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم ويدعو إلى الإسلام.

الدروس المستفادة

من قصة سيدنا عيسى عليه السلام
لو تأملنا قصة سيدنا عيسى عليه السلام لوجدنها مليئة بالعبر والعظات التي يجب علينا الاعتبار بها ومنها:
وجوب الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبأنبيائه الكرام ومخالفة ذلك يوجب العقاب.
الصبر على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لأن طريق الدعوة إلى الله محاط بالمكاره.
جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى يدعون إلى عبادة الله وحده وعدم الأشراك به.
قدرة الله سبحانه وتعالى التي لا شيء يعجزها كما حملت السيدة مريم عليها السلام وأنجبت سيدنا عيسى من غير أن تتزوج.


عيسى