admin
04-07-2022 - 01:59 pm


قصة سيدنا صالح عليه السلام
نبي الله صالح هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل برسالة إلى قومه، ليدلوا الناس على ربهم ويأمروهم بعبادة الله وحده وترك ما يعبدونه من دونه، وجاء ذكر قصة سيدنا صالح عليه السلام في أكثر من سورة من سور القرآن، ومنها على سبيل المثال قوله تعإلى:( وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَٰلِحًا ۚ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ مُّجِيب) ولقد بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا صالح عليه السلام إلى قوم ثمود، وقوم ثمود هم أحد القبائل العربية التي ينتهي أصلها إلى أولاد سام بن نوح عليه السلام.

صالح مع قومه

أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا صالح عليه السلام إلى قبيلة ثمود، وكانت تلك القبيلة من عبدة الأصنام الذين لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وحده ويشركون غيره في عبادته، فقد كانوا في ضلال بعيد وعناد كبير، فأخذ سيدنا صالح عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل وحده، وترك عبادة تلك الأصنام، ولكنهم قابلوا تلك الدعوة بالرفض والإنكار والاستكبار على ذلك النبي العظيم الذي أرسله الله إليهم، وكانوا يرون أن ترك عبادة الأصنام هي عمل مشين، إذ كيف يتركون ما وجدوا عليه آبائهم وأجدادهم، فاتهموا نبيهم صالح عليه السلام بالكذب، ثم اتهموه بالجنون والسحر بعد ذلك، فأخذ نبي الله صالح يذكرهم بنعم الله عليهم، إذ أن الله وحده هو الذي يملك نفعهم وضرهم وبيده أرزاقهم، وأن تلك الأصنام لا تملك لهم من الله شيئاً، لا تملك لهم نفعاً ولا ضراً، ولكن إسرارهم على عبادة الأصنام واتباع آبائهم وأجدادهم جعلهم ينكرون دعوة نبي الله صالح، فأخبرهم نبي الله صالح عليه السلام أنه رسول من قبل الله عز وجل، وما على الرسول إلا البلاغ.

معجزة صالح

لقد كان لكل نبي من الأنبياء معجزة من الله عز وجل تؤيده وتثبت صدقه في تبليغه عن ربه، فكما أيد الله سبحانه وتعالى جميع الأنبياء بالمعجزات الخارقة، أيد الله سبحانه وتعالى أيضاً نبيه صالح عليه السلام بمعجزة كبيرة، ألا وهي الناقة، وناقة سيدنا صالح عليه السلام خلقها الله عز وجل من الصخر، فعندما طلب قوم صالح عليه السلام من نبيهم صالح عليه السلام أن يأتيهم بمعجزة تثبت لهم صدق دعواة، سألهم سيدنا صالح عليه السلام عن المعجزة التي يريدونها، فاجتمعوا فيما بينهم وعزموا على أن يأتيهم بمعجزة لا يقدر عليها صالح عليه السلام، فأشاروا إلى صخرة كبيرة كانت بالقرب من المكان الذي اجتمعوا فيه، وقالوا يا صالح نريد منك أن تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة نشرب من لبنها، وأخذوا يصفون الناقة التي يريدونها بصفات متعددة وكلها صفات تعجيزية وشروط مستحيلة بالنسبة لمقدور البشر، ولكن الله سبحانه وتعالى أيد نبيه صالح عليه السلام ولم يخذله أمام قومه، ولقد حكى القرأن ذلك فقال سبحانه وتعالى في كتابه: (وَيَٰقَوْمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِىٓ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٍۢ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) ذهب سيدنا صالح عليه السلام إلى المصلى وأخذ يدعو ربه أن يخرج لهم من تلك الصخرة ناقة بالشروط التي أرادها قومه، وبالفعل خرجت الناقة من الصخرة وكانت معجزة عظيمة، فلما رأوا الناقة خرجت من الصخر أمام أعينهم استجاب قليل منهم لدعوة سيدنا صالح عليه السلام وآمنوا به، بينما الكثير لم يؤمنوا به وأصروا على عنادهم وكفرهم واتباع آبائهم، طلب منهم سيدنا صالح عليه السلام أن يتركوا البئر الذي يشربون منه للناقة تشرب منه يوماً، ثم يشربون هم اليوم الآخر واستمر الحال على ذلك تشرب الناقة يوماً ويشرب قوم سيدنا صالح يوماً من البئر، وكان قوم سيدنا صالح عليه السلام يشربون من لبن الناقة، ولكن سرعان ما عزموا على قتل الناقة التي أخرجها لهم سيدنا صالح عليه السلام من الصخرة.

أهلك الله قوم صالح

في يوم من الأيام اجتمع الذين كفروا من قوم سيدنا صالح عليه السلام، وتشاوروا فيما بينهم وعزموا على أن يقوموا بقتل الناقة، وقام تسعة من الرجال الأقوياء فانقضوا على الناقة فقتلوها وقتلوا ولدها أيضاً، ثم وصل خبر قتل الناقة إلى سيدنا صالح عليه السلام، فأنذر قومه وحذرهم من عذاب شديد سيصيبهم من عند الله بعد ثلاثة أيام من قتل الناقة، ولكنهم قابلوا هذا الخبر بالأستهزاء والإستنكار، فتشاوروا فيما بينهم ووضعوا خطة لقتل سيدنا صالح عليه السلام والتخلص منه ومن الدين الذي جاء به، ولكن سنة الله في كونه أن ينصر رسله ولا يخذلهم، فأرسل الله سبحانه وتعالى عليهم حجارة من السماء على التسعة الذين قاموا بقتل الناقة والذين لم يتبعوا سيدنا صالح عليه السلام وكفروا به، ولكن الذين آمنوا بسيدنا صالح عليه السلام نجاهم الله من هذا العذاب الأليم، ومرت الأيام وفي اليوم الذي حدده لهم سيدنا صالح عليه السلام نزل بهم عذاب الله عز وجل، ففي أول يوم اصفرت وجوههم، وأما اليوم الثاني فتغير لون وجههم من الصفرة إلى الحمرة وفي اليوم الثالث وهو يوم السبت اسودت وجوههم، وعرفوا أن هذا إنما هو العذاب الذي كانوا يستعجلون به، والذي أخبرهم به نبيهم صالح عليه السلام، فجلسوا في يوم الأحد ينتظرون عذاب الله المقرر لهم الذي بشرهم به نبيهم صالح عليه السلام، وما أن خرجت شمس ذلك اليوم إلا وجاءت صيحة من السماء أخذتهم بذنبهم وارتجفت الأرض من تحتهم، فأهلكهم الله عز وجل بسبب كفرهم وطغيانهم وعنادهم وتكذيبهم لنبي الله صالح عليه السلام.

الدروس المستفادة

من قصة سيدنا صالح عليه السلام.
إتباع الرسل وعدم تكذيبهم.
طاعة الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
عدم اتباع الله عز وجل يوجب العقاب.
تكذيب رسول من رسل الله عز وجل يعد تكذيباً للرسل جميعاً.
الإتعاظ بالأقوام السابقة وكيف كانت نهايتهم عندما خالفوا أوامر الله عز وجل.


صالح