admin
23-06-2022 - 02:13 pm


قصة سيدنا شعيب عليه السلام
من المعلوم أن كل نبي يرسله الله سبحانه وتعالى إلى قوم يدعوهم إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به وترك عبادة الأصنام، وقد كان قوم شعيب عليه السلام يعيشوا في مدينو مدين فأرسل إلى قومه الذين يعيشون معه، فقال سبحانه وتعالى وإلى مدين أخاهم شعيباً، ولقد عاش شعيب عليه السلام في هذه القرية، وكانت تتمتع بالزراعة المستهرة، ولكن أهل هذه القرية كانوا يعبدون الأوثان وكانوا يعتقدون أن تلك الأصنام هي التي تتكفل رزقهم وتبارك لهم عيشهم، فحسن سيدنا شعيب عليه السلام حزناً شديداً لما رأى من قومه من جهالة وبعد عن الطريق المستقيم، واشتهر قوم سيدنا شعيب عليه السلام بالغش في الميزان لأن هذا يضرهم في الدنيا والآخرة، وتعرف مدين أيضاً باسم الأيكة، ومن أهل العلم من المفسرين من قال بأن مدين والأيكة هم مكان واحد، والجدير بالذكر أن الأيكة اسم شجرة كانوا يعبدونها تسمى شجرة الأيكة فبعث الله إليهم سيدنا شعيب عليه السلام ليدلهم على ربهم ويهديهم إلى صراطه المستقيم ويخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد وجاء ذكر القرأن الكريم ذلك، فقال سبحانه وتعالى (كذبت أصحاب الأيكة المرسلين)، ولم يكن يرسل الله إليهم رسل وأرسل الله شعيب عليه السلام، ولكن من المعلوم أن كذيب رسول من رسل الله عز وجل يعد تكذيباً لجميع الرسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى.

دعوة شعيب لقومه

لما بعث الله سبحانه وتعالى شعيباً يدعو قومة إلى عبادة التوحيد واجتناب ما يرتكبونه من المحرمات من غش في البيع وتطفيف في الميزان، وأمرهم بعدم أخذ أموال الناس بالباطل، وعدم إنقاص الميزان، والعدل فيما بينهم من أمور التجارة، كذب قومه برسالته، ولم يؤمنوا به واخذوا يحاربونه ويكذبوه وتوعدوه بالقتل والإخراج من القرية، واجتمع طغاة القوم على إيذاء سيدنا شعيب عليه السلام واتهموة بالسحر، واخذوا يؤذون الذين آمنوا مع شعيب عليه السلام.

هلاك قوم شعيب

لما يئس شعيب عليه السلام من قومة دعا ربه أن ينجيه، والذين امنوا معه من هذه القرية الظالم أهلها، وأن يخرجهم منها، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة نبيه، لأن الأنبياء دعوتهم تكون مستجابة، ففي يوم من الأيام ضايق قوم شعيب شعيباً، واخذوا يعذبونه وينكلون به، وما إن حل الظلام على القرية، إلا وارتجفت الأرض رجفة دمرت تلك القرية، وخرج سيدنا شعيب عليه السلام والذين آمنوا معه بسلام وأمان، وأما الكفار فأهلكوا جميعاً، واخذتهم الرجفة وأصابهم عذاب يوم الظلة، فقد كان هذا العذاب عذاب عظيم فأرسل الله سبحانه وتعالى عليهم سبعة أيام، اشتدت حرارة الأرض، ثم بعد ذلك أرسل الله سبحانه وتعالى عليهم غمامة من السماء، فأخذوا يجتمعون تحتها لكي يستظلون بها من شدة الحر، وأنزلت عليهم تلك الغمامة حجارة أهلكتهم جميعاً.

الدروس والعبر المستفادة

من قصة سيدنا شعيب عليه السلام
وجوب طاعة الله عز وجل، وعدم مخالفة أوامره.
وجوب طاعة الأنبياء والرسل، وعدم مخالفتهم.
معصية الله عز وجل توجب العقاب.
مخالفة أوامر الأنبياء والرسل وإيذائهم والتنكيل بهم يكون سبباً في الهلاك.


شعيب