admin
22-06-2022 - 02:13 pm


قصة سيدنا زكريا عليه السلام
جاء في نسب سيدنا زكريا عليه السلام أنه زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق وينتهي نسب سيدنا زكريا عليه السلام إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام مروراً بسيدنا سليمان وصولاً إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعاً، ولقد جاء ذكر سيدنا زكريا عليه السلام في آيات كثيرة من آيات القرأن الكريم.

قوم زكريا

بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا زكريا إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله سبحانه وتعالى وترك ما يعبدون من دونه، ولما طغوا وتجبروا وأفسدوا في الأرض وانتشر الفسق بينهم، وعم الظلم والمنكر بينهم، فلقد كان ملوك بني إسرائيل في هذا الزمان جبابرة متعنتين متكبرين ملأ الحقد والغل قلوبهم، فكانوا يكيدون للدين وأهله كيداً عظيماً فتسلطوا على الصالحين من عباد الله فقتلوهم وسلبوا أموالهم، حتى أنهم وصل بهم الأمر إلى نبي الله زكريا عليه السلام، فأمر ملكاً كان يسمى هيرودس بقتل سيدنا يحيى بن زكريا عليه السلام، وذلك لكي يرضي عشيقته التي جعلت قتل يحيى وقطع رأسه مهراً لها، ولقد عاش سيدنا زكريا عليه السلام زمناً طويلاً ولم يقدر الله له أن يرزقه بالولد ولما أحس سيدنا زكريا عليه السلام بالشيب والكبر دعا سيدنا زكريا ربه أن يرزقه بالولد، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة نبيه زكريا عليه السلام ورزقه الله بسيدنا يحيى عليه السلام.

زكريا مع مريم

لما بلغ سيدنا زكريا عليه السلام الكبر وأحس بالضعف والشيبة ودعي ربه أن يرزقه ولداً صالحاً، وقدر الله سبحانه وتعالى لنبية أن يرزقة ولداً و بشره الله سبحانه وتعالى بأنه سيكفل مريم أبنة عمران قبل أن يرزقه بالولد وبالفعل تكفل سيدنا زكريا عليه السلام السيدة مريم عليها السلام أم نبي الله عيسى ابن مريم فلما كانت امرأة عمران رزقها الله بحمل وشعرت به في بطنها، وقد كانت لا تنجب ونذرت لله إن رزقها بمولود لتهبه لخدمة الدين وخدمة بيت المقدس وسألت ربها أن يتقبل منها نذرها الذي في بطنها ولم تكن تعلم أذكر هو أم أنثى، ولما وضعت حملها كان الحمل أنثى فسمته مريم، وحارت في أمرها إذ لم يكن معهوداً بالبنات مثل هذا العمل، ولكنها رأت أن تفي بنذرها فصارت بالسيدة مريم عليها السلام إلى بيت المقدس حيث زكريا عليه السلام زوج خالتها، وبقيت مريم تخدم بيت المقدس في كفالة سيدنا زكريا عليه السلام ورزقها الله خيراً كثيراً، حيث كان يدخل عليها سيدنا زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها سيدنا زكريا عليه السلام من أين لك هذا يا مريم، فتجيب مريم عليها السلام أنه من عند الله لأن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

بشرى زكريا بمولد يحيى

بشر الله سبحانه وتعالى سيدنا زكريا عليه السلام بأنه سيولد له ولد يكون ذكراً ويسمى يحيى فتفاجأ سيدنا زكريا عليه السلام بالخبر، وطلب سيدنا زكريا عليه السلام من ربه أن يجعل له علامة لهذه البشارة ودليلاً واضحاً على وجود هذا الحمل وكانت آية سيدنا زكريا عليه السلام هي السكوت فلا يستطيع أن ينطق لمدة ثلاثة أيام، وقيل أنه كان يستطيع أن لا ينطق إلا بذكر الله سبحانه وتعالى فقط لمدة هذه الأيام، ولكنه لا يكلم الناس، ورزق سيدنا زكريا عليه السلام بإبنه يحيى الذي بشره الله سبحانه وتعالى به وبأنه سيكون نبياً ويكون باراً بوالديه ويكون صديقاً وسوف يؤتيه الله سبحانه وتعالى الحكم والنبوة وهو صبي، قيل أنه جاء صبيان يريدون أن يلعبون مع سيدنا يحيى عليه السلام فقال لهم أننا ما خلقنا من أجل اللعب، ولقد كان سيدنا يحيى عليه السلام رحيماً بوالديه باراً بهما مشفقاً عليهما.

وفاة سيدنا زكريا

لقد جاء في وفاة سيدنا زكريا عليه السلام روايتان نخلص منهما بأن سيدنا زكريا عليه السلام قتله رجل فاجر من بني إسرائيل لأنهم كان من عادتهم قتل أنبيائهم بغير حق كما ذمهم الله سبحانه وتعالى في كتابه بهذا الصنيع، والرواية الأولى في قتل سيدنا زكريا، أنه لما حملت السيدة مريم عليها السلام بسيدنا عيسى عليه السلام وشاع خبر حملها ادعى بعض بني إسرائيل أن سيدنا زكريا عليه السلام قد أوقع مريم في الفاحشة، وانها حملت منه وهي لا ذنب لها بهذا الفعل فقاموا إليه فقتلوه ظلماً حيث قاموا بشقه بالمنشار شقاً، وأما الرواية الثانية التي ذكرت في قتله أنه لما قام الملك هيرودس بقتل سيدنا يحيى عليه السلام ابن سيدنا زكريا طلب هذا الملك من جنوده أن يقتلوا زكريا والد يحيى هو الآخر، وفر سيدنا زكريا منهم هارباً وأختفى بعيداً عن الأنظار، فنادته شجرة من الأشجار أن يدخل إليها وانشقت الشجرة ودخل سيدنا زكريا فيها ثم أغلقت عليه، وعرف الشيطان بذلك الأمر فاخذ قطعة من ملابس سيدنا زكريا عليه السلام وجاء بها إلى بني إسرائيل يدلهم على مكانه ومعه الدليل، وأخبرهم بمكان الشجرة فجاء القوم وقاموا بقطع الشجرة وجعلوا يضربونها بالفئوس حتى قتلوا سيدنا زكريا عليه السلام والله أعلم.

دروس مستفادة

من قصة سيدنا زكريا الدعوة إلى الله تحتاج إلى صبر كما فعل سيدنا زكريا عليه السلام، فظل يدعوا قومه إلى أن لقى ربه.
عدم اليأس والقنوط والإيمان بقدرة الله فقد دعا سيدنا زكريا ربه أن يرزقه بالولد بعد أن شاب وبلغ هو وامرأته من الكبر عتيا.

وجوب بر الوالدين وطاعتهما والشفقة بهما والرأفة بحالهما كما كان سيدنا يحيى بن سيدنا زكريا باراً بوالديه عليهما السلام.


زكريا