admin
19-05-2022 - 06:02 pm


قصة قابيل وهابيل
خلق الله تعالى آدم ثم خلق من ضلعه حواء زوجته ويعد قابيل وهابيل وهما أبناء نبي الله آدم عليه السلام وأمهما حواء وقد رزق الله سبحانه وتعالى حواء توأما من ذكر وانثى في كل بطن وفي البطن الأول رزقها الله قابيل وتوأمه من الإناث ثم بعد ذلك رزقه الله في البطن الآخر هابيل وتوأمه من الإناث وذكر في السيرة أن هابيل كان يعمل راعياً للأغنام أما قابيل فكان يشتغل في الزراعة وحراثة الأرض وغيره من الأعمال التي تخص الزراعة.

لماذا قتل قابيل هابيل؟

رغبة قابيل وهابيل في الزواج : جاء في كتب السيرة أن أمنا حواء قد رزقها الله بقابيل وتوأمه من الإناث إقليم في الجنة قبل هبوطهما إلى الأرض كما ذكر بعض المفسرين أيضاً أن حمل قابيل وأخته كان حملاً سهلاً لا يوجد فيه ألم أو أعراض الحمل الصعبة التي تتعرض لها جميع الأمهات مثل الطلق والتعب والحمى وما شابه ذلك، أما حمل أمنا حواء بأخيه هابيل وكذلك أخته كان في الأرض عندما أخرج الله آدم وحواء من الجنة هبطا إلى الأرض فكان حملها صعباً ومرت بجميع أوجاع الحمل من التعب والقلق وغيره من الأعراض.
وعندما أراد قابيل و هابيل أن يتزوجا أراد الله عز وجل أن يتزوج كل منهما من أي أبناء آدم يختارون إلا توأمهم اللاتي ولدن معهم في نفس البطن وعندما أراد الله عز وجل هذا الأمر أمر آدم عليه السلام أن يزوج قابيل أخت هابيل في نفس البطن وكذلك يزوج هابيل اخت قابيل من نفس البطن.
وبالفعل تزوج قابيل نبوده وتزوج هابيل إقليم وذكر المفسرون أن اقليم كانت أكثر جمالاً من نبوده وعند حدوث هذا الأمر رفض قابيل أمر الله تعالى وقال بأن أخته هو أحق بها من أخيه هابيل حيث أنها ولدت في الجنة بينما أخت هابيل ولدت في الأرض، ومع كل هذه الأقاويل لم يثبت هذا في أي نص من النصوص كتاب الله عز وجل ولكن كل هذه الأقاويل جاءت من كتب أهل العلم.

قتل قابيل لأخيه هابيل

بعد ذلك شب خلاف بين قابيل وهابيل في أمور الزواج كان الفصل في هذا الأمر أن يقدم كل منهما قرابين إلى الله تعالى فمن يتقبله الله يكون هو الأحق بالزواج من أخته اقليم التي ولدت في الجنة وذكر المفسرون أن هابيل كان تقياً يطيع أوامر الله سبحانه وتعالى فتقبل الله قربانه ولم يتقبل من قابيل لأنه رفض أوامر الله تعالى وجاء ذلك في النص القرآني الذي سنذكره في السطور القليلة القادمة.
فأراد قابيل أن ينتقم من اخيه هابيل فخطط بقتله في هذه الامر قام بتهديده بالقتل اعتقادا منه انه هو السبب في أن يرفض الله عز وجل قربانه ولكن هابيل ظل يقدم له النصائح ويعظه ويقول أنه ليس السبب في هذا الأمر وإذا أراد أن يتقبل الله منك قربانك فيجب أن تكون تقياً، كما قال له أن من ارتكب جريمة القتل سيكون مصيره النار وسيصبح من الخاسرين في حياته الدنيا وفي الآخرة ولكن قابيل لم يأخذ بنصيحة أخيه وقام بقتله.
بعدما قتله احتار في أمر الجثه بعد القتل فأراد الله عز وجل أن يعلمه كيف يقوم بدفن أخيه ويحفظ عورته فبعث الله له غرابان فقتل أحدهما الآخر وبعدما قتل احد الغربان الآخر قام بدفنه وبعد هذا المشهد شعر قابيل بالندم الشديد على ما فعله في أخيه وكيف انه لم يستطع أن يفعل مثل ما فعل الغراب في أخيه وبعد هذا كل شعر أنه لم يحصد أي فائدة من قتل أخيه سوى أنه نال غضب الله عليه واخوته وأبويه.
فقد روى لنا القرآن الكريم قصة قابيل وهابيل في القرآن الكريم في سورة المائده حيث ذكر الله تعالى ذلك في قوله بسم الله الرحمن الرحيم" واتلو عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لإن بسطت إلي يدك لقتلتني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوءه بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين.

الدروس المستفادة

من قصة قابيل وهابيل : دلالة على صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصدق ما قاله من القرآن الكريم حيث إن الله أوحى إلى نبينا محمد في قرآنه الكريم أن يعلمها لسائر الخلق من بعده.
إن الله عز وجل يتقبل صالح الأعمال التي يجب أن تخلص النية فيها لله تعالى وأن يكون قلبك مملوءً بالتقوى قبل أي شيء تقوم به.
منذ أن خلق الله الأرض ومنذ أن نزل آدم وحواء إلى الأرض وجد الخير والشر فالخير له أتباعه والشر له أتباعه فمثل الله تعالى قابيل أنه ينتمي إلى الشر ومثل أيضاً أن هابيل ينتمي إلى الخير ويجب على الإنسان أن يختار الخير في طريقه في هذه الحياة الدنيا حتى ينعم في الآخرة.
هناك الكثير من الصفات التي يمكن بسببها أن يقتل المسلم أخاه المسلم ومن هذه الصفات البذيئة الحسد والغيرة فهي تعمي القلوب والبصيرة ويمكن أن تسبب مثل هذه الصفات مثل ما حدث مع قابيل وهابيل عندما قام قابيل بقتل أخيه هابيل ويعتبر قبيل هو أول شخص قتل على وجه الأرض.
عندما تفعل الذنب وتندم عليه هذا لا يعني أن الله عز وجل لن يعاقبك على هذا الإثم والفعل الشنيع الذي قمت به وأن الشيء الذي يكفر هذا الذنب هو التوبة والعودة إلى الله عز وجل والنية على عدم تكرار هذا الذنب مرة اخرى وأن تقوم برد الحقوق والمظالم إلى أصحابها.
نرى في هذا الزمن الكثير من المقابر التي ترتفع عن الأرض بمقدار المتر أو المترين والثلاثة فعلمنا الله عز وجل طريقة الدفن الصحيح وهي أن يقوم أهل الميت بدفنه في التراب ليس كما نرى في هذه الأيام.


قابيلهابيل