admin
17-05-2022 - 09:43 pm


قصة الصحابي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سيدنا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين بعد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، في هذا المقال سنقوم بعرض بعضاً من حياة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الصحابي الجليل الذي أسلم جهراً في الوقت الذي كانت فيه الدعوة إلى الإسلام ما زالت سراً، هو الصحابي الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان نبياً بعدي لكنت أنت ياعمر.
رضي الله عن الفاروق الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل دخوله الإسلام حين قال اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، وفي السطور القليلة القادمة سنوضح بشكل مبسط كل ما تريد أن تعرفه عن أحد المبشرين بالجنة سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولو بدأنا في الحديث عن عمر بن الخطاب لاحتجنا إلى دواوين كثيرة ولن نوفيه حقه، فقد أعز الله عمر بالإسلام وأعز الإسلام بعمر بن الخطاب.

اسمه

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي

نشأته

ولد سيدنا عمر بعد ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة عشر عام أي ب عام الفيل، كانت حياة سيدنا عمر دائماً في أصل الحبل، ويعد كلمة أصل الجبل أي بيوت بني عدي بن كعب، كانت نشأت عمر في قريش وتعلم القراءة في صغره والذي جعلته يتميز عن أقرانه في هذا الوقت، وكان عمر في صغره يهوى رعاية الإبل وتعلم عمر الغلظة من والده حتى صارت معه في كبره سواء قبل الإسلام أو بعده وقبل دخول سيدنا عمر في الإسلام كان قد تعلم المصارعة والفروسية والشعر وركوب الخيل وكذلك أيضاً تعلم الرماية فقد كان محارباً قوياً مغواراً لا يخشى أحد، وكان يشتهر لبراعته في التجارة حيث كان يعتاد الأسواق مثل سوق عكاظ وسوق ذي المجاز وسوق مجنة وأيضاً كان يذهب إلى أسواق العرب جميعها.

قبل دخول سيدنا عمر في الإسلام كان يعد ما سادة قريش وكبرائها وأيضاً كان من اشرافها الأمر الذي جعله سفيراً لقريش آن ذاك لبلاد الشام، وكغيره من أبناء قومه تربى عمر في دين قومه في الجاهلية في بيئة عربية وثنية، وكان عمر قبل دخوله الإسلام مغرماً بالنساء والخمور وفعل المنكرات، ولكن رغم كل هذه الغلظة الشديدة إلا أن عمر كان يخفي وراءها قلباً هيناً ليناً، وقد ذكرت زوجة عامر بن ربيعة حليف بني عدي موقف يثبت هذا الأمر، عندما رآها عمر وهي تعد العدة للهجرة إلى الحبشة، قال لها عمر في ذلك الوقت صحبكم الله، ومنذ سمعت هذه الكلمات شعرت بأن الله سيهدي عمر للإسلام، ثم ذهبت إلى زوجها لاقص عليه ما حدث فقال لها تطمعين في إسلام عمر؟ قالت نعم، رد عليها رداً قاسياً قائلاً لها فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، أي أنه من المستحيل أن يدخل عمر في الإسلام.

إسلام عمر

إسلام عمر بن الخطاب كان حدثاً بارزاً ذكره التاريخ الإسلامي باستفاضة، وفي تلك السطور القليلة القادمة سوف نوضح كيف كان إسلام عمر رضي الله عنه، كيف كان إسلام الرجل الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام به، الجدير بالذكر أن إسلام عمر كان في فترة بداية الدعوة إلى الإسلام والتي كان يدعو لها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ولكن كيف كان إسلام الرجل الذي قال فيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما كنا نقدر أن يصلي أحد عند الكعبة حتى أسلم عمر، وقال أيضاً ما زلنا أعزة منذ أن أسلم عمر.

في الفترة قبل دخول عمر في الإسلام كان يعيش فترة صعبة جداً كان يعيش في صراعات داخلية نفسية حادة جداً تجاه الإسلام والمسلمين، هل هؤلاء القوم على صواب؟ هل نحن مخطئون؟ هل آباءنا وأجدادنا كانوا خاطئين؟ كل هذه أسئلة تدور في ذهن عمر والأمر الذي زاد ميوله أكثر هو رؤيته المسلمين ثابتين على موقفهم رغم كل هذه المطاردات والأذي الذي يتعرضون له، حتى أن الكلام الذي يقرأونه غريباً على قريش لم يسمعوا به من قبل، بالإضافة إلى أن الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم هو زعيمهم، كل هذه الصراعات الداخليه تدور في ذهن عمر.

أراد عمر أن يضع حداً لتلك الصراعات والمخاوف، فمنذ ظهور الإسلام ومكة منقسمة إلى فريقين، فريق يتبع محمد وفريق آخر يحاربه، ومنذ ست سنوات ومكة تعيش في صراعات ونزاعات ومناظرات ومحاورات حول الإسلام، وكان من طبع عمر الحسم في جميع الأمور، فقد قرر أن يقتل محمد وهو ما لم يستطع قوم قريش القيام به منذ ستة أعوام فأراد أن يخلص مكة كلها مما يحدث فيها من مشكلات وصراعات بين الناس، وفي خضم هذه الصراعات الداخلية كان عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب قد أهان رأس الكفار أبا جهل في مكة وقد سمعت قريش كلها قبل يومين، الأمر الذي جعل عمر يستشيط غضباً حيث أن أبا جهل يعتبر خال عمر بن الخطاب، الأمر الذي رآه عمر إهانة كبيرة له وقبيلته وتقليلاً من كرامته وكرامة قومه.

سن عمر سيفه وخرج من بيته قاصداً محمد ومن معه وفي طريقه قابل أحد المسلمين الذين أخفوا إسلامهم وهو نعيم بن عبدالله العدوي، قائلاً له، أين أنت ذاهب يا عمر؟ فأخبره بوجهته إلى محمد لقتله بسبب ما فعله في قريش من تقسيم للقوم وتفريق أهليهم، قال له نعيم بن عبدالله، والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى قوم محمد بني عبد مناف يتركونك تمشي على الأرض بعدما تقتل محمد؟ أرجع إلى بيتك فقد أسلمت أختك فاطمة وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، ودخلا في دين محمد، ولما سمع عمر هذا الكلام ولى مسرعاً إلى بيته فوجد خباب بن الأرت يعلم ابن عمه سعيد وأخته فاطمة القرآن، فقام عمر بضرب أخته على وجهها فشقه، ومن قبلها سعيد بن زيد.

في هذا الوقت كانت فاطمة بنت الخطاب تحمل في يدها صحيفة سقطت منها عندما ضربها عمر، فأراد عمر أن يمسكها فمنعته فاطمة أن يلمسها قبل أن يتوضأ، وعندما إنتهى عمر من وضوئه أمسك بالصحيفة وقرأها، وكان مكتوب فيها " طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى…" إلى آخر الآيات، وعندما قرأ عمر تلك الآيات اهتز قلبه وقال ما هذا بكلام بشر وذهب عمر إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم ودق الباب بشدة ففتح له النبي وأسلم عمر.

وقع إسلام عمر في السنة الخامسة من البعثة وبعدما أسلم عمر ذهب في قومه وأعلن إسلامه وقال من أراد أن ييتم ولده فليتبعني خلف هذا الجبل، ومن بعده بثلاثة أيام أسلم حمزة بن عبد المطلب، وكان عمر سيدنا عمر في ذلك الوقت يقارب الثلاثين وكان الصحابي رقم أربعين الذي يدخل في الإسلام

روى ابن عباس رضى الله أنه قال: «أسلم مع سيدنا رسول الله تسعة وثلاثون رجلاً، ثم بعد ذلك أسلم عمر فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقول الله تعالى " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين".

كان الإسلام قبل عمر بن الخطاب سراً فكان المسلمون يخافون من بطش كفار قريش لقلة حيلتهم وقلة عددهم، فلا يوجد أحد يدافع عنهم ولكن بعدما أسلم عمر بن الخطاب ومن بعده حمزة بن عبد المطلب أصبح للإسلام درعاً يحافظ عليه، فبإسلام عمر ازدادت قوة المسلمين حتى وإن كان عددهم قليل فكان عمر مجاهراً باسلامه لا يخاف من أحد، ولعلنا نذكر سبب تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بالفاروق، كان عمر لا يخشى أحد وكان لا يعجبه أن المسلمين أصلى سراً في شعاب مكة، فقال للنبي يا رسول الله، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم، فقال له عمر فلم نخاف؟ فقال له النبي وماذا ترى ياعمر؟ قال له عمر أرى أن نخرج ونطوف بالكعبة، فرد عليه النبي قال له نعم يا عمر، فاصطف المسلمون صفين كان على رأس أحدهما عمر وعلى الاخر حمزة بن عبد المطلب وبينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجوا مهللين ومكبرين لأول مرة حتى وصلوا إلى الكعبة وصلوا، وعندما رأى المشركون هذا المشهد حل عليهم الغضب والكآبة، ومنذ ذلك الحين سمى النبي عمر بالفاروق.

مقتل عمر رضي

ذكرت الروايات أنه بعدما عاد عمر إلى المدينة المنورة وفي يوم الأربعاء الموافق 26 ذي الحجة من سنة 23 هجرية والتي وافق سنة 644 ميلادي، وفي صلاة الفجر بينما كان سيدنا عمر يؤم الناس في الصلاة دخل أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعنات الله، إلى المسجد وطعن عمر رضي الله عنه ست طعنات فسمع المصلون هرجاً وصوتاً في المسجد فهموا به ولما رأى أنه لن يفلت منهم طعن نفسه ومات منتحراً.
ليحمل الصحابة عمر وهو يسيل في دمه قبل طلوع الشمس واستأذن خديجة في أن يدفن حوار رسول الله وأذنت له، رحم الله الفاروق عمر رحمة واسعة وأسكنه الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.


عمر بن الخطاب