admin
14-05-2022 - 08:59 pm


قصة الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الصحابي الجليل الذي أسلم على يد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه كما أنه كان بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه وهو من المهاجرين الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته الأولى إلى المدينة وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أول المقاتلين في غزوة بدر الكبرى وكان في الصفوف الأولى منها وفي مقالنا التالي سنتطرق إلى بعض من حياة سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كيف كانت حياته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته ومواقفه التي عاشها رفقة الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين.

اسمه ولقبه

اسمه هو عبد الرحمن بن عوف كان يكنى بأبي محمد وأمه هي الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث وفي الجاهلية كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف له عدة أسماء منها عبد عمر وعبد الكعبة وعبد الحارث ولكن عندما دخل الإسلام سماه الرسول صلى الله عليه وسلم باسم عبد الرحمن فصار اسمه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

إسلام

إسلام كان الفضل في إسلام سيدنا عبد الرحمن بن عوف وهو الصديق رضي الله عنه أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والجدير بذكر أن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه أسلم على يديه العديد من الصحابة الكرام مثل الزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، وبعد أن أسلم عبد الرحمن بن عوف على يد سيدنا أبي بكر هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم الهجرتين وكان رضي الله عنه شاهداً في غزوة أحد ووقف مع النبي صلى الله عليه وسلم وثبت ولم يقم بالفرار مثلما فعل غيره خلال الغزوه وفي إحدى الهجرتين التي هجرها عبد الرحمن بن عوف عندما دخل المدينة آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع رضي الله عنه أحد الأنصار.

هجرة

هجرة عبد الرحمن بن عوف أول هجرة قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام هي هجرته إلى المدينة المنورة فهاجر عبد الرحمن بن عوف إلى المدينة وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم في أول هجرة له وعندما علم بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم جاء مسرعاً وخرج ملبياً النداء، هاجر سيدنا عبد الرحمن بن عوف إلى الحبشة مع عامر بن أبي وقاص وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان في مكة في هجرته الثانية أما في هجرته الأولى آخى بينه وبين سعد بن ربيع في المدينة في قصة سنقوم بعرضها في السطور القليلة القادمة.

مؤاخاة

مؤاخاة عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع في الهجرة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار ولكن يجدر بنا التوضيح أنه لا تعارض بين المؤاخاة التي حدثت في المدينة وبين المؤاخاة التي حدثت في مكة ولكن دعونا نذكر الموقف الذي آخى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع عندما حدث ذلك عرض سعد بن الربيع على سيدنا عبد الرحمن بن عوف نصف ماله وأن يختار إحدى زوجتيه وأكثرهما جمالاً فيطلقها فإذا انتهت عدتها فتزوجها، ولكن عبد الرحمن بن عوف لم يقبل بهذا الأمر ولكن قال له كلمة واحدة " دلني على السوق " فذهب عبد الرحمن بن عوف وعمل بالتجارة وأصبح من أثرياء المدينة في ذلك الوقت، وبعد عمله لفترة في التجارة تزوج عبد الرحمن بن عوف وأمره الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له أولم ولو بشاة ففعل ذلك تنفيذاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أن عبد الرحمن بن عوف آثر عمله وتعبه وكده على غيره من الأشياء، وبناء عليه فقد عوضه الله رضي الله فقد عوضه الله تعالى ورزقه من فضله، وقصة الإخاء الذي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار لها عبرة يجب أن نتعلمها، فالإسلام دائماً ما يحث على العطاء ومساعدة الآخرين وأن يقف المسلم مع أخيه المسلم فما قام به النبي صلى الله عليه وسلم دليل على وحدتهم وإيمانهم ومعتقداتهم الواحدة فهم يقفون على قلب رجل واحد تحت مظله الاسلام، أيضاً نتعام من هذه القصة الاعتماد على النفس وعدم التكاسل فكان من الممكن أن يقبل عبد الرحمن بن عوف بما عرضه عليه سعد بن ربيع ولكن فضل أن يكسب من كد يده.

جهاد

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أحد الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر الكبرى، ولكن دعونا نذكر قصتين في كلمات بسيطة حدثت في غزوة بدر الكبرى، كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف شاهداً عليهما، عندما كان عبد الرحمن بن عوف في الصف الأول في غزوة بدر الكبرى نظر عن يمينه فاذا صبي صغير وعن يساره فإذا صبي صغير آخر، فتعجب عبد الرحمن بن عوف لذلك ولكنه سمع حديثهما أنهما يرغبان في قتل أبي جهل لأنه سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله الغلامان عن أبي جهل فأشار عليه وأخبر الغلامين بأن هذا هو ابو جهل فذهب الطفلان وقاما بقتل أبا جهل ثم ذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما حدث فسألهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن السيفين الذين قتلا بهما أبا جهل ليرى أيهما أكثر انغماساً بالدم وعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم السيفين أخبرها بأن كلاهما تشارك في قتل أبي جهل.
أما القصة الثانية التي سأسردها تتلخص في سطور عدة، فعندما كان عبد الرحمن بن عوف في الجاهلية كان صديقاً مقرباً من أمية بن خلف وعندما أسلم عبد الرحمن كما ذكرنا سابقاً غير اسمه من عبد عمر إلى عبد الرحمن كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له أمية بن خلف أرغبت عن الاسم الذي اختاره لك ابواك فقال له عبد الرحمن بن عوف نعم، ثم رد عليه أمية بن خلف قال انه لا يعرف اسم الرحمن وانه يريد أن يختار له اسماً آخر لكي يناديه به فاتفق على أن يناديه أمية بن خلف باسم عبد الإله، وعندما وقعت غزوة بدر الكبرى أخذ عبد الرحمن بن عوف صديقه في الجاهلية أمية بن خلف وابنه حتى لا يراه المسلمون في الغزوة فيقتلونهم، وبينما يفعل ذلك عبد الرحمن فإذا ببلال بن رباح رضي الله عنه يراه، وقال هذا أمية فاقتلوه، فحاول عبد الرحمن أن يحميه من القتل ولكن بلال ومن معه من المسلمين وقتلوهم بالسيوف فكان رد عبد الرحمن على بلال بن رباح، يرحم الله بلالاً.

غزوة أحد

قصة عبد الرحمن بن عوف في غزوة أحد : شهد عبد الرحمن بن عوف غزوة بدر الكبرى وكان أحد الذين لهم دور كبير في هذه الغزوة حيث أنه كان من المسلمين الذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم حين فر الناس هرباً وخوفاً منها، وقد أبلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في هذه الغزوة بلاءً حسناً حتى أنه بعد انتهاء الغزوة أحصى المسلمون في جسده إحدى وعشرين طعنة وفي هذه الغزوة أيضاً أصيبت ساقه وتعرض للأذى الشديد حيث سقطت بعض ثناياه، ولكن قدم عبد الرحمن بن ملحمة كبيرة في غزوة بدر الكبرى حيث قتل أسيد بن أبي طلحة وكلاب بن أبي طلحة وعقب هذه الغزوة ظل عبد الرحمن بن عوف طيلة حياته يعرج بقدمه بعد ما أصيبت في هذه الغزوة حتى وفاته.

الغزوات

مشاركة عبد الرحمن بن عوف في جميع الغزوات مع رسول الله : شهد سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه جميع الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم فكما ذكرنا أنه شهد غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد، كما أنه شهد غزوة الخندق وغزوة بني النضير وغزوة بني المصطلق، وكان رضي الله عنه في هذه الغزوات فارساً مقداماً، ففي غزوة بني قريظه أعطى النبي صلى الله عليه وسلم سهمين الفرس و سهماً واحدا الصحابة، وشهد رضي الله عنه غزوة الحديبية وكان الهدي في ذلك اليوم من أهل الغنى فكان عبد الرحمن بن عوف منهم، فعاد مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كما أنه أيضاً شهد صلح الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان من الشهود في ذلك الوقت وكان أحد القادة في غزوة خيبر حين تم حصار الطائف في غزوة حنين ولكن من أهم الغزوات في حياة عبد الرحمن بن عوف هي غزوة تبوك فقد صلى رضي الله عنه بالمسلمين إماماً في صلاة الفجر وكان من ضمن المأمومين النبي صلى الله عليه وسلم وفي احدى الغزوات عندما حاصر المسلمون الطائف أخذ عبد الرحمن بن عوف امرأة من السبايا كانت من قبيلة هوازن وعندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعادتهم قام عبد الرحمن رضي الله عنه بإعادتها إلى أهلها امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سرية دومة الجندل

عبد الرحمن بن عوف وقصته في سرية دومة الجندل : أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتح دومة الجندل وأن يسلم أهلها، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا عبد الرحمن بن عوف قائداً على سرية متجهاً صوب دومة الجندل حتى يقاتل بني كلب، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا تمكن من هذا الفتح أن يتزوج ابنة ملك دومة الجندل، فمكث رضي الله عنه ثلاثة أيام يدعوهم إلى الدخول في الإسلام وبعد ذلك نجح في دعوتهم إلى الإسلام فكان أول من أسلم على يديه، الأصبغ بن عمرو الكلبي فكان في ذلك الوقت نصرانياً كما أنه أسلم على يديه الكثير، ثم بعد ذلك تزوج عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه زوجته تماضر بنت الأصبغ وقدم بها إلى المدينة المنورة وأنجبت زوجته ابنه سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وبذلك فقد أدى رضي الله عنه ما أمره به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه السرية ونجح نجاحاً عظيماً.

عهد الخلفاء

قصة عبد الرحمن بن عوف في عهد الخلفاء : في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح موسم الحج في سنة 14 من الهجرة إلى سنة 23 من الهجرة كما أن سيدنا عمر بن الخطاب إذن لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم للحج في آخر حجة قام بها وأرسل مع زوجات النبي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأيضاً عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث أمرهم سيدنا عمر بأن يسير عثمان في الأمام ومن خلفهم يسير عبد الرحمن بن عوف، حتى عندما يقف السير لقضاء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم حوائجهن كان عبد الرحمن بن عوف وعثمان ينزلا في أول كل شعب حتى يحميهن، فكان رضي الله عنهما لا يتركونهم أبداً أو يتركان أحد يمر عليهن، وبعد ذلك وصفه عمر بن الخطاب بالعدل الرضي.
عبد الرحمن بن عوف هو أحد الصحابة الذين صرح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتوى في عهده وفي حياته واستمر ذلك الأمر في عهد أبي بكر رضي الله عنه ومن بعده عمر بن الخطاب، ولعلنا نذكر في هذا الصدد قصة حدثت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه يروى أنه خرج متجهاً إلى الشام ليقوم بغزوها وعندما علم عمر بن الخطاب بانتشار الوباء في الأرض فأراد أن يستشير المهاجرين والأنصار وأيضاً مهاجري الفتح، وعندما علم عبد الرحمن بن عوف استشارات عمر قال له أنت عندنا الصدوق الأمين عندما سئل عبد الرحمن بن عوف عن هذا فروى له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج فأخذ أمير المؤمنين في ذلك الوقت عمر بن الخطاب بمشورة عبد الرحمن بن عوف ولم يخرج لغزو الشام في ذلك الوقت.

عهد عثمان بن عفان

قصة عبد الرحمن بن عوف في عهد عثمان بن عفان : عندما كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحتضر اثر اصابته بطعنة من أبي لؤلؤة المجوسي عليه لعنات الله جميعا، طلب منه الصحابة أن يختار خليفة للمسلمين من بعده ولكن سيدنا عمر أبا واختار أن يكون خليفة من بعده أحد العشرة المبشرين بالجنة وذكرهم جميعا فقال عمر وأمر أن يختار المسلمون من بين علي بن ابي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، وبعد وفاة سيدنا عمر اجتمع المسلمون وتشاوروا فيما بينهم واجتمع الصحابة الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكان و استشاروا فيما بينهم وحضر هذا الاجتماع عبد الله بن عمر ليقوموا واستشارته فقط، فقام عبد الرحمن بن عوف وأخرج نفسه من بينهم وتنازل عن الخلافة فعمل رضي الله عنه بنفسه في المدينة يسأل الكبير والصغير حتى اختار عثمان بن عفان فبايعه عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وباقي الصحابة والناس أجمعين وبعدما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان بن عفان سنة 24 من الهجرة بعث عبد الرحمن بن عوف على الحج فحج بالناس في نفس العام الذي بويع فيه عثمان بن عفان للخلافة.


عبد الرحمن بن عوف