admin
04-03-2022 - 12:32 pm


آي باد الذوق والإختلاف في التقنيات
الذوق والأختلاف الكبير الذي يتفق عليه الجميع، يعيش في الألون والأشكال في أعالي الجبال أو في غياهب ظلمات المحيطات. ومنه العام والخاص .. ومع ذلك هو يختلف عبر البلدان والثقافات وأحياناً من بيت إلى بيت .. لذلك علينا أن نحمد الله على هذا التنوع الذي وهبنا إياه لنختار ونستمتع بالحياة وفق ما يتناسب مع ذوقنا ومع المجتمع الذي نعيش فيه والكون بأكمله. وكما يقال إختلاف العلماء رحمة فإن إختلاف الأذواق أيضاً رحمة . لأن جمال الحياة يمكن الحصول عليه من وجهات نظر مختلفة .. أنا شخصياً لا أعشق الطبيعة والمناظر الطبيعية كثيراً .. ولكني من كبار العشاق للمدن الترفيهية العملاقة .. وأفضل تمضية الوقت في لعبة الرول كوستر بدلاً من المشي على شاطئ البحر في جو مثالي في أحد المنتجعات المعروفة. انها مجرد خيارات . وأعلم جيداً أن هذه الخيارات يمكن تفسيرها من وجهة نظر الخبراء النفسيين والإداريين والمحللين وقد أن أكون معقداً في نظر الخبراء بسبب تفضيل الرولكوستر على الشواطئ الذهبية! لا أريد أن أبتعد كثيراً في موضوع الذوق ودعوني ألقي الضوء على أحد الأمور الأخيرة التي تصارعت فيها الأزواق ووجهات النظر الفنية والعاطفية . الأي باد.

آي باد

ipad آي باد : لن أقول أن هذا الجهاز هو أخر ما توصلت إليه الشركات التقنية، ولن أقول أن على كل قارئ أن يقتني هذا الجهاز ولن أسطر قصيدة غزل في شركة أبل .. وهنا اتذكر بعض التعليقات للأخوة والأخوات الذين يحبون شركة بعينها ويكرهون شركة ما . وما فائدة الحب والكره لشركات عالمية عملاقة .. فكر في المنتجات وخذ ما يتناسب معك أو أبحث في شركة أخرى ولا داعي للحب والكره لأن أبل ليست شركة ستيف جوبز هو موظف وحامل أسهم ولا تستغرب مثلاً أن يكون بيل جيتس أحد المساهمين في شركة أبل.. دعوني أعود مرة أخرى إلى الأي باد وأركز تفكيري على نقاط محددة .

الإنطباع الأول

خبر سريع في أحدى الصحف عن كمبيوتر لوحي جديد. دخلت على أثره موقع أبل وقمت بمشاهدة الفيديو للعرض الذي قدمه المدير التنفيذي لشركة أبل “ستيف جوبز” وخلال العرض كنت أركز على ما يريد الرجل إيصاله حول القيمة التي سيضيفها هذا الجهاز الكبير كفاية بأن يكون هاتفاً جوالاً وصغيراً بأن يكون كمبيوتراً شخصياً أو حتى لاب توب . ومن خلال العرض أمسكت بأحد الخيوط المهمة لي شخصياً ..وهي التعامل اليومي مع أنشطة الحياة من قراءة الصحف إلى الترفيه إلى الأبحار في عالم الإنترنت مع بعض الأنشطة القديمة المتجددة المتعلقة بتنظيم المواعيد ومتابعة المهام . وخطر ببالي أن يكون هذا الجهاز رفيقاً لي في المشاوير اليومية في شوارع دبي المزدحمة أو المولات التجارية . بدلاً من شنطة اللاب توب التي تحتوي على كتاب ومجلة في الغالب بالإضافة إلى الملحقات الأخرى . سيكون رائعاً لو إستبدلت ذلك بجهاز واحد فقط ويحمل عدداً لا بأس به من الكتب والمجلات الإلكترونية. كان مجرد إنطباع بإنتظار التجربة الحقيقية. الخلاصة أن الإنطباع الأول كان إيجابياً وعملياً بالنسبة لي.

نسخة رسمية

النسخة الأي باد الرسمية : حمى الشراء وإنتظار النسخة الرسمية لم أكن مستغرباً من حمى الشراء التي رافقت إطلاق أي باد فأنا متابع لمجال تكنولوجيا المعلومات منذ مدة ليست بالقصيرة. ولكن المذهل أن الإقبال على هذا الجهاز كان منقطع النظير . فقد إصطفت الطوابير على مراكز بيع أبل . وكأنها تنتظر بطاقة الدخول إلى عالم النعيم . لا أحب شخصياً مثل هذا التدافع والتداعي من أجل شي من المفروض أن يكون متوفراً بكل راحة وسهولة خلال عدة أيام. ولكن يبدو أن دعاية أبل أتت بالنتائج كبيرة . تابعت حمى الشراء بإهتمام كبير ورصدت الأرقام التي كانت قياسية بالنسبة لجهاز يطلق في يومه الأول. بانتظار الإطلاق الرسمي لذلك الجهاز في الشرق الأوسط خلال شهر من تاريخ إطلاقه في الولايات المتحدة (هذا ما ذكره لي أحد الأصدقاء العاملين في احدى متاجر أبل في دبي) ولكن الشهر تحول إلى شهور ولم ينطلق الجهاز رسمياً في المنطقة العربية إلى الآن.

الجهاز الرسمي

للأي باد : تأخر الجهاز (الرسمي) عن سوق الإمارات وبقية الشرق الأوسط صاحبه موجه عاتية من طلبات الشراء من الخارج ووجد على أثرها الأي باد في أغلب منافذ بيع الإلكترونيات الإستهلاكية والهواتف الجوالة، وأصبح الجهاز فجأة في سوق الإمارات في كل مكان تقريباً .. من منافذ بيع مرموقة مثل بلج-انز واكسيوم تيليكوم، إلى محلات على أطراف مدينة المال والأعمال وتحديداً في منطة “السطوة” المتواضعة مقارنة بأقرب جيرانها “شارع الشيخ زايد” ومنطقة “الجميرا”. وصاحب ذلك مزايدة خيالية في الأسعار بلغت ضعف السعر المعروض على موقع أبل. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تطلب جهاز أي باد 3 جي 64 بقيمة 829 دولار من موقع أبل. بينما يصل سعره إلى 1600 دولار في دبي عند بعض منافذ البيع. بالإضافة إلى ذلك فالسعر يتغير على حسب طبيعة المكان.

مجرد تساؤلات بريئة. ماذا بقي للوكيل أو الموزع الرسمي لمنتجات أبل بعد أن تم بيع جهاز الأي باد حتى على أكشاك الإلكترونيات على قارعة الطريق في مولات دبي؟ لمن سيباع الأي باد الرسمي عندما يتوفر في سوق الشرق الأوسط؟

إنتشار الأي باد

إنتشار أي باد والتجربة الأولى تواجد الأي باد في دبي فعلياً بعد يومين أو ثلاثة أيام من إطلاقه في الولايات المتحدة، وقد حدثت موجة شراء مجموعة بحيث تم بيع الكمية بالكامل خلال عدة أيام مما أثار إهتمامي وحماسي ولكن أثرت أن أتسلح بالمزيد من الصبر حتى يتم الإطلاق الرسمي! ولكن هذا لم يمنعني من تجربة الجهاز في أحد منافذ البيع. وكانت التجربة ناعمة ممتعة سلسة تمنيت على اثرها شراء الأي باد فوراً ولكن . الصبر مفتاح الفرج . لذلك واصلت الحفاظ على قراري بالصبر.

شراء الأي باد

يجمع خبراء التسويق على أن عملية إتخاذ قرار الشراء تمر عبر عدة مراحل هي باختصار:

1. وجود مشكلة أو حاجة لدى المستهلك.

2. البحث عن حل لهذه المشكلة أو سد للحاجة.

3. التفضيل ما بين الحلول والبدائل (المنتجات) لحل المشكلة أو سد الحاجة.

4. إتخاذ قرار الشراء.

5. تقييم الوضع بعد الشراء (هل المنتج كان مناسباً لحل المشكلة أو سد الحاجة؟) إذا كانت الإجابة “نعم” فسيشعر المستهلك بالرضى. أما إذا كانت الإجابة “لا” فسيدخل في مرحلة الندم وربما يعود إلى الخطوة الثالثة لإعادة الإختيار وسيقوم بإختيار منتج أخر (وهذه العملية مكلفة لذلك على المستهلك أن يحسن الإختيار ويعطي مجالاً لتوازن العقل والعاطفة).

ولحسن حظي فقد مررت على جميع المراحل بإمتياز .. وتجاوزت مرحلة الصبر وقررت أن أطلب الجهاز من متجر أبل . ولكن أبناء الحلال دلوني على محل للهواتف الجوالة يوفر الأي باد بسعر مقارب لذلك المعروض على الموقع. أثرت دفع الفارق الضئيل بدل الطلب وإنتظار التوصيل خلال ثلاثة أسابيع أو أكثر!!

buying شراء

إستخدام الأي باد

الإنطباع الحالي بعد الإستخدام : إستخدم الأي باد للأسبوع الثالث على التوالي .. وفي الحقيقة إنطباعي الحالي بعد الإستخدام متوافق مع الإنطباع الأول .. فالأي باد الأن يحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب والملفات التي أستخدمها يومياً للعمل. بالإضافة إلى سهولة التعامل معه في الإجتماعات، فبدل حمل الأوراق أصبحت أنقل كل شيء مهم على الأيباد وأقرأ كما أقرأ في الوضع العادي. بالإضافة إلى ذلك أصبحت أتعامل مع التصفح اليومي للإنترنت من خلال الأي باد وبعيداً عن المكتب المنزلي . بإختصار أصبحت المعلومات المهمة لدي قريبة جداً والوصول إليها أسهل عبر أي باد. بالإضافة إلى ذلك فالجهاز لا يحتاج إلى بدء التشغيل أو “البووت” مثل الأجهزة المكتبية واللاب توب.

الخلاصة أن ما ذكرته عبارة عن لمحة بسيطة عن تجربتي الشخصية مع الأي باد. ليس بالضرورة أن يكون مثالياً للجميع لكنه يخدمني بطريقة مميزة في الجانب العملي والترفيهي. ويمكن أن ألخص التعامل مع بأنه تلقائي وعفوي دون تعقيد. مع عدم نسيان ملاحظة مهمة وهي عدم وجود أي نوع من الضمان إلى الأن خارج الولايات المتحدة لذلك أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام رغم عدم فاعلية برامج الضمان بشكل كاف في منطقتنا العربية!! وقد سبق لي تجربة ذلك مع جهاز أبل ماك بوك برو.

ملاحظات الأي باد

ملاحظات عابرة في كلمات :

الأسطورة : الأي باد ليس أسطورة وإنما هو حل قد يكون مثالياً للبعض . وأنا منهم

التعويض : من الخطأ إعتبار الأي باد كتعويض عن الكمبيوتر المكتبي فلا زالت الحاجة للكمبيوتر المكتبي للأعمال طويلة الأمد مثل الأعمال الكتابية الطويلة كالبحوث والروايات أو التصميم الفني المحترف حيث الحاجة إلى الجلوس لفترات طويلة.

الترفيه : وصف البعض جهاز الأي باد بأنه جهاز ترفيهي فقط! هذا رأي لا أراه ينطبق علي . فالأي باد يساعدني كثيراً في المجال العملي أيضاً.

العداوة : صرح البعض بعداوتهم لشركة “أبل” وعدم إقتناعهم بشخصية ستيف جوبز مديرها التنفيذي. فلا فائدة تذكر من مصادقة أو معاداة شركة عملاقة مثل أبل . إبحث عن حاجتك فإن لم تكن لدى شركة أبل فلا بأس أن تبحث في مكان أخر دون التطرق إلى الحب والكره .

الفشل : توقع الكثيرون الفشل لجهاز الأي باد. ولكن الرد جاء خلال أول يوم أو يومين من إطلاق الجهاز بمبيعات فاقت التوقعات. قد يصر البعض على الفشل وقد يراهن البعض على النجاح وأنا أقول أيضاً هونوا عليكم .. وإبحثوا عن حاجاتكم من الأجهزة والخدمات المتوفرة في العالم وكفاناً تحزباً حتى في مجال تقنية المعلومات!!

الإقتناع: إن كنت غير مقتنع بهذا الجهاز فلا تتعب نفسك في تعقب عثراته وسلبياته فما تفعله من تعقب العثرات هو جزء مهم من وقتك وجهدك يضيع
. والناس أذواق


آي باد